هل نماذج الذكاء الاصطناعى قادرة فعلًا على التفكير، أم أنها تكرر أنماطًا مألوفة بشكل ذكي فقط؟
في دراسة بعنوان “وهم التفكير”، أجرى فريق من الباحثين في شركة Apple تحليلًا لأداء نماذج اللغة الكبيرة المصممة خصيصًا للتفكير، مثل Claude 3.7 Thinking وDeepSeek-R1، مقارنة بنماذج تقليدية لا تعتمد على التفكير الصريح.
ورغم أن بعض هذه النماذج أظهرت أداءً جيدًا في اختبارات الرياضيات والبرمجة، إلا أن الباحثين حذروا من الاعتماد على هذه النتائج، بسبب احتمالية تكرار البيانات التي تدربت عليها النماذج ضمن الاختبارات، مما قد يعطي انطباعًا خاطئًا بقدرتها على التفكير أو التخطيط الفعلي.
ولتجاوز هذا الإشكال، ابتكر الباحثون بيئة تجريبية تعتمد على ألغاز منطقية قابلة للتحكم في درجة تعقيدها، مثل برج هانوي وعبور النهر، تسمح بتحليل “مسار التفكير” وليس فقط النتيجة. النتائج كشفت أن النماذج الذكية لا تتفوق دائمًا، وأنها تنهار تمامًا أمام مسائل أكثر تعقيدًا، بل وتفشل حتى في تنفيذ خوارزميات حل واضحة زُودت بها.
وهنا تظهر الإشكالية القانونية. إذا كانت هذه النماذج لا تفكر فعليًا، بل تعتمد على أنماط محفوظة، فهل يمكن الوثوق بها في اتخاذ قرارات قانونية أو تنظيمية؟
هل يمكن اعتبار ناتجها موثوقًا أمام المحاكم؟ وهل يجوز تحميلها أو مطوريها مسؤولية قانونية حال الخطأ؟
الدراسة تدعو لإعادة النظر في طريقة تقييم أداء هذه النماذج، والتركيز على “جودة التفكير” كمعيار حاسم، خصوصًا مع تزايد اعتماد القطاعات القانونية والتنظيمية على أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل الأدلة، صياغة العقود، أو حتى المساعدة في إصدار الأحكام.
تنخلص الدراسة إلى أن الوصول إلى ذكاء اصطناعي عام قادر على التفكير الرمزي والتحليل القانوني الحقيقي، لا يزال بعيدًا، مما يعني ضرورة توخي الحذر عند دمج هذه النماذج في أي سياقات قانونية حاسمة.
#قانون_وتقنية #قانون #محاماة #AI
مصدر الخبر:
https://ml-site.cdn-apple.com/papers/the-illusion-of-thinking.pdf
تاريخ الخبر: 28/7/2025